تتناول الدراسة العلاقة الجدلية بين التمثيل اللساني والسردي والممارسة الاجتماعية في الخطاب الروائي، وتتخذ رواية «المغاربة» لعبد الكريم الجويطي متنًا للدراسة التي تسعى إلى تفسير التأثير المتبادل بين بنية الخطاب وبنية المجتمع، وبيان سلطة الروائي المضمرة والمتوارية خلف الاستعمالات اللغوية والإجراءات السردية التي تخول التحكم في الأبنية الاجتماعية وإدراك المتلقي. كما تحاول تقديم مقاربة جديدة للرواية العربية تتعدى الوصف البنيوي والتحليل الجمالي، مستحضِرةً قدرة الاختيارات اللسانية والسردية على ممارسة السلطة الخِطابية وتمرير مرامي المراجع الأيديولوجية، وتكريس أطماع الهيمنة الفكرية والاجتماعية.
ولتحقيق هذا الغرض، تتبنى الدراسة إطارًا نظريًّا لسانيًّا معاصرًا، وهو التحليل النقدي للخطاب، بوصفه أحدث مقاربات نظرية تحليل الخطاب ذي التوجه اللساني؛ إذ تُعنى بنقد التوظيف المشبوه للسلطة بالتلاعب المُخاتِل للمخاطَب، من طريق الاستخدامات اللغوية (السردية واللفظية وغير اللفظية والأدائية) غير البريئة. وتعتمد الدراسةُ المقاربةَ الجدلية العلائقية لنورمان فيركلف منهجًا لمعالجة القضية المركزية، بغيةَ الكشف عن الأهداف الحقيقية للخيارات اللسانية والسردية ونتائجها الاجتماعية.